للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القادر على استشعار القضايا أو المشكلات؛ لأن الجماهير هي التي تتفاعل على مسرح الحياة الاجتماعية، ولها حق التعبير والإعلان عنها، ولكن ليس باللغو وإذاعة الإشاعات، وإنما بآداء دورها في دائرة فاعلة دائمة الجريان حيث تبدأ الجماهير برد القضايا، والمشكلات إلى أولي الأمر من العلماء -الأمراء "وهم هنا خلفاء الرسول" ليردوها بدورهم إلى المختصصين القادرين على عملها، واستنباط معالجتها. ويمكن أن نمثل لهذه الدائرة الفاعلة في معالجة المشكلات

والقضايا بالشكل التالي:

ولقد أدرك ابن تيمية هذه العلاقة التي تنظم أدوار رجال الفكر، ورجال القوة وأسهب في وصف تطبيقاتها، وتطوراتها في الأمة الإسلامية. ومما قاله في هذا الشأن:

"قال الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} ١ فقوام الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر: {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} .

ودين الإسلام: أن يكون السيف تابعا للكتاب، فإذا ظهر العلم بالكتاب والسنة، وكان السيف تابعا لذلك كان أمر الإسلام قائما ... وأما إذا كان العلم

بالكتاب فيه تقصير، وكان السيف تارة يوافق الكتاب، وتارة يخالفه، كان دين من هو كذلك بحسب ذلك"٢.


١ سورة الحديد: الآية ٢٥.
٢ ابن تيمية، الفتاوى، أصول الفقه، جـ٢٠، ص٣٩٣.

<<  <   >  >>