للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والاستعمار المعادلة فتجعل الأفكار أداة لتبرير طغيان القوة، وممسحة لتنظيف قاذوراتها وآثار همجيتها في الأرض.

والثاني، إقامة الصناعات الحربية وتطوير العلوم العسكرية بما يكفل للأمة الإسلامية التفوق الرادع للأعداء، والرهبة والهيبة أمام الخصوم، وتحقيق النصرة أمام التحديات والأخطار. وهذا مما يوجه إليه -بصراحة- قوله تعالى:

{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} [الأنفال: ٦٠] .

والثالث، إقامة مراكز الدراسات المتخصصة -أو مراكز شهود العالم حسب التعبير القرآني- وذلك لتحقيق الأهداف التالية:

الهدف الأول هو دراسة ما يجري في العالم من تيارات وأحداث في صالح الأمة المسلمة أو ضدها؛ وذلك لتحديد سياسات التعامل مع هذا العالم وإيصال الرسالة إليه. وهذا مما يوجه إليه قوله تعالى:

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: ٨، ٩] .

وهو أيضا ما يرشد إليه قوله -صلى الله عليه وسلم:

"رحم الله من حفظ لسانه، وعرف زمانه، فاستقامت طريقته" ١.

والرسول كان يشهد الأحداث الجارية بوسائل المعرفة الثلاثة: الوحي والعقل والحس. أما وقع انقطع الوحي فإن على -مراكز البحوث والدراسات- أن تضاعف من عمل أداتي العقل والحس في شهود ما يجري


١ السيوطي، الجامع الصغير، جـ٢ "بيروت: دار الفكر"، ص١٣ رقم ٤٤٤٠.

<<  <   >  >>