للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- التربية ورباط النصرة:

تتحمل التربية مسئولية كبيرة في تربية الناشئة، والمتعلمين على مظاهر النصرة التي مر ذكرها. ويمكن القول أن هذه المسئولية تتمثل في ما يلي:

المسئولية الأولى، هي بلورة مضامين النصرة، ومظاهرها التي يتطلبها تطور الحياة في المكان والزمان، ثم تطوير هذه المضامين والمظاهر إلى علوم، ومناهج دراسية

وقيم اجتماعية، وثقافية وإدارية يؤمن بها المتعلم ويعيها، ويدرك منافع وجودها ومضار غيابها.

والمسئولية الثانية، هي إفراز الأنشطة التربوية، والاجتماعية التي يتدرب الناشئة والمتعلمون -من خلالها- على ممارسة تطبيقات النصرة المراد إشاعتها، وتهيئتهم

للمشاركة المستقبلية في مؤسساتها. وهذا هو محور التربية النبوية خلال الوقائع، والأحداث في أوقات السلم والحرب سواء.

والمسئولية الثالثة، هي صبغ العلاقات التربوية والاجتماعية بالاتجاهات، والقيم التي توجه إليها مظاهر النصرة المشار إليها، وتعميق الغيرة عليها، واحترامها والاستعداد للدفاع عنها في الداخل والخارج.

ولعله من الموضوعية أن نقول: إن المؤسسات التربوية -من المدارس والجامعات والأندية، والأحزاب والجمعيا- في أمريكا وأوربا الغربية قد نجحت نجاحا كبيرا في تنمية الولاء للديموقراطية -العنصر المقابل لعنصر "النصرة"- ونجحت في بلورة مضامينها، وإخراج مؤسساتها وإدارتها التي تقتضيها تطورات الزمان والمكان. كذلك نجحت في تضمينها مناهجها، وتدريب الناشئة والمتعلمين على

ممارساتها، وعلى صبغ العلاقات القائمة بين المؤسسات والجماعات باتجاهاتها، الأمر الذي جعل هذه الديموقراطية صفة تميز تلك المجتمعات، ومظاهر الحياة فيها، في حين وقفت مؤسسات التربية الإسلامية عند الوعظ بالفضائل التي تفرزها "النصرة" بينما غفلت إداراتها، وأساليبها عن توفير بيئة النصرة التي تساعد على نمو الفضائل المشار إليها.

<<  <   >  >>