للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإليه يتوجه الحديث النبوي القائل:

"يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج". قيل: يا رسول الله وما الهرج؟

فقال هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل"١.

وحين سئل -صلى الله عليه وسلم- عن كيفية قبض العلم قال:

"إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" ٢.

فالجهل المشار إليه في الحديث يشير إلى انحراف التربية عن الاشتغال بمقاصد الحياة العليا، وارتدادها لتقتصر على الاشتغال بالمهارات الموصلة إلى شهوات "الأشخاص" في "الأشياء" الآنية، الأمر الذي لا يحقق أمنا في الحياة، ولا رقيا في العلاقات، وإنما فتن وخصومات وحروب حتى لا يكون إلا القتل!! والقتل!! والقتل!!

٢- تأخذ الأمية في الانتشار -أمية القراءة وأمية التفكير، ويصبح العلم مجرد "ديكور"، وزينة شخصية وأسرية هدفه الحصول على الشهادات والألقاب العلمية دون أن يصاحبه نشاط علمي أو بحث معرفي، وتهبط ثقافة الجماهير لتصبح ثقافة متع وغرائز، وتهبط الفنون لتصير فنون شهوات، وقبحا لا أذواق وجمال.

ب- ازدياد هبوط مستوى التفاعل مع الرسالة "شبكة العلاقات الاجتماعية":

في هذا الطور يتعمق الخلل في مستوى التفاعل مع الرسالة تبعا لتفاقم الخلل في "المثل الأعلى" للأمة. وتظهر مضاعفات هذا الخلل في محتويات عناصر الأمة التي تصبح كما يلي:


١ البخاري، الصحيح، جـ١، باب العلم، ص٣١.
٢ البخاري، الصحيح، جـ١، باب العلم، ص٣٦.
مسلم، الصحيح، جـ٦، "شرح النووي"، ص٢٢٣.

<<  <   >  >>