يصبح "الإيمان" بالرباط الأسري هو المحدد الحقيقي لـ"جنسيات" الأفراد و"ثقافاتهم".
ويصبح "المهجر" الفعلي للأسرة هو المكان الذي تجد فيه استقرارها، وعملها وعيشها.
ويصبح الكد لتأمين حاجات الأسرة هو المظهر الذي تتلخص فيه مفاهيم "الجهاد والرسالة" وتطبيقاتهما في الحياة.
ويصبح مفهوم "الإيواء" هو توفير الإقامة والسكن لأفراد الأسرة.
ويتحدد مفهوم "النصرة" في المنافحة عن شئون الأسرة ومصالحها.
وتغير محتويات عناصر الأمة بهذا المفهوم يؤدي إلى تغير مماثل في الفضائل، والقيم والأخلاق التي توجه شبكة العلاقات الاجتماعية فتصبح كما يلي:
١- في بيئة الدروان في فلك "أشخاص الأسرة" يتبدل سلم القيم في المجتمع ليصبح محوره "المصلحة الأسرية فوق الصالح العام في الأمة"، الأمر الذي يقطع التواصل، ويشيع التدابر وينحسر الإحساس بالمسئولية إلى داخل الأسرة دون سواها. أما خارج الأسرة فإن المسئولية تنعدم، وترخص القيم لتصبح مثل مناديل الورق التي يحمل الإنسان لفترة محدودة يمسح بها بصاقه، وأوساخه ثم يلقي بها في براميل النفايات.
٢- في الداخل تضطرب الإدارة ويختل النظام، ويشيع التحلل من المسئوليات العامة، وتظهر محاباة العصبيات المختلفة، وينتشر الظلم وينحسر العدل، وتظهر الجريمة وفساد الأخلاق، فلا يعود الناس يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر.
أما في الخارج فإن الناس يتثاقلون أمام الأخطار الخارجية ولا يعدون لدفعها، ويصبح الدائرون في فلك "العصبية الأسرية" أدوات للقوى الأجنبية الطامعة، وبوابات للتجسس على الأمة واختراقها. ذلك إن الذي يدور في