فلك "أشخاص الأسرة أو العشيرة" لا يفهم -مفهوم الأمة- والذين هم خارج دائرة أسرته أو عشيرته يتساوون في أنهم "أجانب"، وأقربهم إليه أكثرهم نفعا ماديا عاجلا له.
٣- يتحول -الوله- أي الحب والطاعة -إلى "نفاق" موقوت لمن يساعد على توفير حاجات الأسرة، وقضاء مصالحها في المكاسب والوظيفة، وتشتد حدة التنافس على المتع والمكاسب المادية، والمراكز الوظيفية.
٤- يتركز إنتاج "الأشياء"، واستعمالاتها على ما يحقق حاجات دائرة الأسرة الضيقة، ولذلك تختل مظاهر الإنتاج الزراعي والصناعي، فتنحسر من تلبية نصرة أفكار الرسالة إلى تلبية حاجات الأسرة في الاستهلاك، ويشيع الكسب الفردي السريع، ويظهر الاحتكار والكنز ويختفي التعاون الجماعي، وتكافؤ الفرص.
جـ- هبوط مستوى القدرات العقلية والإرادة العازمة، والقدرة التسخيرية:
تنحسر القدرات العقلية بانحسار "المثل الأعلى" فترسخ الآبائية والتقليد، ويزداد ثقل الأغلال والآثار الثقافية والموروثات الاجتماعية، ويجنح الناس إلى الأهواء والاحتكام إلى الأعراف والعادات، والتقاليد بدل المقررات العقلية، وتضعف الإرادات، فتتضاءل القدرات التسخيرية ويكون من ثمار ذلك عقم في التخطيط، والتنفيذ في مجالات الحياة المختلفة.
واستشراء مضاعفات الطور الأسرية ينقل الأمة إلى آخر أطوار المرض، وهو انهيار آخر مظاهر الاجتماع البشري وشيوع الفردية.