معين هو ما نسميه بـ"منهج التفكير" الذي يتضمن ثلاثة أقسام رئيسة هي: خطوات التفكير، وأشكال التفكير، وأنماط التفكير، وأن هذه القدرات يجب أن تنمى بكيفية معينة ومن خلال أدوات ووسائل خاصة. ولذلك كله لا بد للتربية الإسلامية، وهي تعمل على تربية وظيفة العقل أن تركز على أربعة أمور رئيسة هي:
الأول: تصنيف القدرات العقلية.
والثاني: بلورة منهج التفكير السليم الذي تستعمل طبقا له القدرات العقلية.
والثالث: كيفية تنمية القدرات العقلية ومنهج التفكير السليم.
والرابع: توفير البيئة اللازمة لتنمية القدرات العقلية، والتفكير السليم.
وفيما يلي تفصيل لهذه الأمور الأربعة الرئيسة:
أولًا: تصنيف القدرات العقلية وتحديدها:
القدرات التي يشير إليها القرآن هي: قدرة العقل، وقدرة التأويل، وقدرة التدبر، وقدرة الفقه، وقدرة التفكر، وقدرة التذكر، وقدرة النظر، وقدرة الشهود، وقدرة الإبصار، وقدرة الحكمة.
وليس هناك -في القرآن- ما يصنف لنا هذه القدرات حسب درجاتها، وعلاقاتها في سلم العمليات العقلية. فهذه أمور متروكة للبحث والدراسة التي يطلب إلى الإنسان القيام بها. ولكن القرائن التي ارتبطت بهذه القدرات عند الإشارة إليها تعطينا إيضاحات لمراد القرآن عند ذكر كل قدرة من هذه القدرات المشار إليها.
فـ"قدرة العقل" تشير قرائنها إلى أنها القدرة على خزن المعلومات، واسترجاعها وتوظيفها عند الحاجة إليها، وهي شاملة لكل القدرات.
أما "قدرة التأويل" فقد اقترنت في القرآن بالقدرة على إدراك التطبيقات