ولقد تكرر ذكر -قدرة النظر- في القرآن عند الدعوة إلى النظر في مظاهر الكون عامة ومفصلة، وفي تكوين الإنسان ونشأته ومصيره.
وأما -الشهود- فهو قدرة عقلية تشترك معها القوى الحسية كذلك، ولكنها تختلف عن قدرة النظر في أن ثمراتها صائبة صحيحة.
وأما -الإبصار- فهو قدرة عقلية نافذة تساعد على دقة الفهم، والتعمق في تحليل الظاهرة وكوامنها.
وأما -الحكمة- فهي قدرة عقلية على فهم العلاقات النظرية ومهارة عقلية- حسية على تحويل العلاقات المذكورة إلى تطبيقات عملية، وتصويبها ورعايتها وهي تقابل الخبرة المتخصصة، والحكيم يقابل الخبير المتمكن في مصطلحاتنا المعاصرة وبالإجمال يمكن أن نمثل للقدرات العقلية -كما وردت الإشارات إليها في القرآن الكريم- بالرسم التالي.
ونحن وإن قدمنا هذه الأمثلة القرآنية للقدرات العقلية، فلا يعني ذلك أن المنهج الملائم للكشف عن هذه القدرات، والوقوف على دقائقها ووظائفها هو من خلال البحث النظري في القرآن، أو من خلال الاشتقاقات اللغوي، كما كان -ولم يزل- شأن الكثيرين من المفسرين والأصوليين