للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تتوفر لها الأدلة العلمية الكافية: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} ١.

وفي المقابل ينهى القرآن عن اتباع الظن ويندد بأهله: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ} ٢، {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} ٣. وفي الحديث: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" ٤.

والتفكير العلمي -في التربية الإسلامية- لا يقتصر على أماكن الدرس ومختبرات البحث، وإنما هو صفة لازمة للإنسان في الحياة اليومية، والعلاقات الشخصية والعامة والمواقف الودية والعدائية. والواقع إن مما يميز الفكر المتقدم، والمجتمعات المتقدمة عن الفكر المتخلف، والمجتمعات المتخلفة هو أن التفكير العلمي صفة أساسية في الأولى بينما التفكير القائم على الظن، والهوى صفة ملازمة للثانية. ولقد أدركت المؤسسات التربوية الدولية ضرورة التفكير العلمي للإنسان المعاصر، الذي يتطلع للتغلب على التحديات التي أفرزها التطور الهائل في التكنولوجيا، وانهيار الحدود الثقافية والاجتماعية بين المجموعات البشرية في -قرية الكرة الأرضية- ولقد ورد في تقرير اللجنة الدولية، التي كونتها منظمة التربية والثقافة، والعلوم "اليونسكو" لدراسة أوضاع التربية في العالم، وتقديم التوصيات بشأن تربية المستقبل أن الإنسان العلمي، الذي يستعمل التفكير في كل مكان، وفي كل موقف دون التأثر بإفرازات العرقية، أو الطائفية أو القبلية أصبح ضرورة كضرورات الحياة المادية ولوازم المعيشة اليومية٥.


١ سورة الإسراء: الآية ٣٦.
٢ سورة النجم: الآية ٢٣.
٣ سورة النجم: الآية ٢٨.
٤ البخاري، جـ٨، باب الأدب، ص٢٣.
٥ إدجار فور وزملاؤه، تعلم لتكون "اليونسكو، ١٩٧٢" ص١٤٦، ٢١٠.

<<  <   >  >>