للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- تدريب المتعلم على التفكير الجماعي بدل التفكير الفردي:

في القرآن الكريم والسنة الشريفة توجيهات، وتطبيقات متكررة هدفها تدريب الإنسان على التفكير الجماعي الذي يربط مصير الفرد بالجماعة، ومصير الجماعة بالفرد، ويجعل تبادل الرعاية بين الطرفين صفة لازمة للمجتمع الراقي.

والتوجيها المتعلقة بهذا الشأن كثيرة جدًّا من ذلك قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} ١ وقوله -صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" ٢ و "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ٣.

ويلحق بذلك تظافر التفكير الجماعي ليتجسد في مبدأ الشورى، ومثال القوم الذين ركبوا في سفينة، وإن جميعا مسئولون عن سلامتها، وتوفير حاجات بعضهم بعضا من الماء وغير ذلك.

٦- تدريب المتعلم على التفكير السنني بدل التفكير الخرافي، أو التفكير الخوارقي:

التفكير السنني الذي يشدد عليه القرآن، ويكرر لفت الانتباه إليه هو التفكير الذي يعتبر أن الكون، والاجتماع البشري تسيره سنن -أي قوانين- إلهية معينة وأن التعايش مع عناصر الكون، والنجاح في مجرى الاجتماع البشري إنما يعتمدان على مواقفة هذه السنن، والقوانين في ميادين الحياة المختلفة. وبمقدار ما ينجح الإنسان في الكشف عن هذا السنن، والقوانين وفي حسن استخدامها والتوافق معها بمقدار ما يستطيع تسخير الكون


١ سورة الأنفال: الآية ٢٥.
٢ البخاري: الصحيح، جـ٢، كتاب الجمعة، ص٦.
٣ مسلم، الصحيح، جـ١٦، باب البر، ص١٤٠.

<<  <   >  >>