والاجتماع البشري لتحيق المقصدين النهائيين للتربية الإسلامية وهما: بقاء النوع البشري، ورقيه خلال أطوار والحياة والمصير.
أما التفكير الخرافي الذي اتسمت به أطوار الطفولة البشرية، والذي كان يتوهم الهيمنة والفاعلية في قوى موهومة، وأرواح مخترعة جسدها التصور البشري آنذاك بأشكال الصنمية، والوثنية ورموزهما المختلفة، فهذه لا بد للتربية الإسلامية أن تكون دائما على حذر من آثارها، ومظاهرها في اغتصاب القدرات العقلية، وآثارها المدمرة في السلوك والاجتماع.
كذلك يوجه القرآن والحديث إلى ضرورة التحرر من التفكير الخوارقي الذي يعفي الإنسان من مسئولياته في التغيير، والعمل وينتظر حدوث -الخوارق والمعجزات الإلهية- في تحقيق حاجاته وحل مشكلاته. فهذه الخوارق -وإن حدثت في عهود سابقة، وفي مواقف محدودة- إلا أنها ظواهر تاريخية مضت وختمت بختم النبوة والرسالة، وانتقال البشرية إلى طور الرشد الذي حددت بداياته وملامحه ختم الرسالة بمحمد -صلى الله عليه وسلم- والذي قام جهاده -أساسًا- على الجهود البشرية العادية وإحكام تعبئة المقدرات البشرية المألوفة، ومراعاة السنن والقوانين الإلهية في جميع الشئون: