والتفكير الفلسفي، ويمارس عمله في ضوء مجموعة من القوانين والنظريات.
٢- التفكير التجريبي، وهو يختص بالموضوعات التي تدور حول الحقائق المتعلقة بعناصر الكون المحسوس مثل التفكير الفيزيائي والكيميائي، ويقوم بإصدار الأحكام في ضوء الخبرات البشرية المحسوسة بعناصر الكون ومحتوياته.
٣- التفكير الأخلاقي، وهو يهتم بالتقريرات التي تفاضل بين المواقف والأعمال وتقومها. ويصدر أحكامه إزاءها من حيث صلاحها أو سوئها، وخيرها أو شرها في ضوء عقائد ومبادئ معينة.
٤- التفكير الجمالي، وهو يهتم بالتقريرات التي تفاضل بين الأشياء، والمواقف والأعمال والمنتجات، ويقومها ويصدر أحكامه إزاءها من حيث جمالها، أو قبحها في ضوء معايير جمالية معينة.
والأزمة التي تعاني منها نظم التربية المعاصرة هي الانشقاق القائم بين أنماط التفكير المشار إليها، وعدم تكاملها مما ينعكس آثاره على نتاج هذه الأنماط من التفكير في ميادين الأعمال، وفي المواقف الحياتية المختلفة. فالذين يغلب عليهم التفكير المنطقي يكون صوابهم واضحًا -مثلا- في ميادين الرياضيات والفلسفة، والقانون ولكن خطأهم يكون أوضح حين يجنحون إلى ميادين الذوق، والعلاقات الإنسانية الرفيعة والأخلاق، ومثلهم أصحاب التفكير التجريبي، والجمالي يكون صوابهم واضحا في ميادين الاعتقاد والأخلاق. وتعاني المؤسسات الإسلامية التربوية التقليدية من هيمنة التفكير الأخلاقي على جميع الميادين. ومع أن الصواب والنفع واضحان في ميدان الأخلاق، إلا أن سلبيات هذا التفكير تكون فادحة حين يتخطى ميدانه إلى الميادين الأخرى. ولذلك يشيع في الحياة الإسلامية المعاصرة نقص واضح فيما يتعلق بميادين التفكير التحليلي، والجمالي من حيث تعشق المعرفة وحب