(٢) قال الحافظ -رحمه الله- في الفتح (٢/ ٢٧٩): وَقع فِي رِوَايَة ابن نُمَيْرٍ فِي الِاسْتِئْذَانِ بَعْدَ ذِكْرِ السُّجُودِ الثَّانِي «ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا» وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ هَذَا يَدُلُّ عَلَى إِيجَابِ جِلْسَةِ الِاسْتِرَاحَةِ وَلَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ وَأَشَارَ الْبُخَارِيُّ إِلَى أَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ وَهْمٌ فَإِنَّهُ عَقَّبَهُ بِأَنْ قَالَ: قَالَ أَبُو أُسَامَةَ فِي الْأَخِيرِ «حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا» وَيُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا عَلَى الْجُلُوسِ لِلتَّشَهُّدِ؛ وَيُقَوِّيهِ رِوَايَةُ إِسْحَاقَ الْمَذْكُورَةُ قَرِيبًا ا. هـ وقوله: ويقويه رواية إسحاق؛ كذا في الفتح؛ ونص الرواية كما ساقها الحافظ قبلُ: «فَإِذَا جَلَسْتَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ فَاطْمَئِنَّ جَالِسًا» وإسحاق هو ابن أبي طلحة وقد روى قصة المسيء عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن رفاعة. لكن هذا اللفظ لم يقع له؛ وإنما وقع في رواية "ابن إسحاق" عن علي بن يحيى به؛ وهي رواية لا تصح كما سيأتي. والله أعلم.