للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَدْ فَتَّشتُ أَحَادِيْثَهُ كَثِيْراً، فَلَمْ أَجِدْ مِنْ أَحَادِيْثِه مَا يَتَهَيَّأُ أَنْ يُقطَعَ عَلَيْهِ بِالضَّعفِ، وَرُبَّمَا أَخْطَأَ، أَوْ يَهِمُ فِي الشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ، كَمَا يُخطِئُ غَيْرُه، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُ الثِّقَاتُ وَالأَئِمَّةُ، وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ.

مَاتَ ابْنُ إِسْحَاقَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.

وقيل: سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وقيل: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ.

رَوَى لَهُ: مُسْلِمٌ فِي المُتَابَعَاتِ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ: البُخَارِيُّ، وَأَخْرَجَ أَرْبَابُ السُّنَنِ لَهُ.

قَالَ الذهبي: وَقَدْ أَمْسَكَ عَنِ الاحْتِجَاجِ بِرِوَايَاتِ ابْنِ إِسْحَاقَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ العُلَمَاءِ، لأَشْيَاءَ مِنْهَا:

• تَشَيُّعُه،

• وَنُسِبَ إِلَى القَدَرِ،

• وَيُدَلِّسُ فِي حَدِيْثِهِ،

فَأَمَّا الصِّدْقُ فَلَيْسَ بِمَدْفُوْعٍ عَنْهُ … ولَهُ ارْتفَاعٌ بِحَسْبِهِ، وَلَا سِيَّمَا فِي السِّيَرِ،

وَأَمَّا فِي أَحَادِيْثِ الأَحكَامِ، فَيَنحَطُّ حَدِيْثُه فِيْهَا عَنْ رُتْبَةِ الصِّحَّةِ إِلَى رُتْبَةِ الحَسَنِ، إِلاَّ فِيْمَا شَذَّ فِيْهِ، فَإِنَّهُ يُعَدُّ مُنْكَراً، هَذَا الَّذِي عِنْدِي فِي حَالِهِ. وَاللهُ أَعْلَمُ ا. هـ

وقال الحافظ: صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر ا. هـ (١)


(١) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (٧/ ٢٣) والتقريب لابن حجر (٥٧٢٥).

<<  <   >  >>