وفي موضع آخر: أنه قدم أنبياء من بيت المقدس، وقام أحدهم وكان يسمى إِغْيَانُوس؛ فتنبأ لهم، وقال: أنه يكون في البلاد مجاعة وقحط شديد.
هذا ما في كتبهم، وفيها ما أُثر بحقٍّ عن أهل النظر في كتب الله المتقدمة، أن جَرْجِس بعد المسيح، وكان قد أدرك بعض الحواريين، وبعث إلى ملك الموصل وهو من أهل فلسطين.
فكيف يقول المسيح - عليه السلام -: «لا نبي بعدي»، ثم يقول:«سيأتي بعدي فلان وفلان»، كيف تؤمنون بهذا القول منه وتؤمنون بأنبياء كانوا بعده؟ أفلا تثاقلتم عن الإيمان به كأولئك الأنبياء، وليس يخلوا هذا القول الذي يحكونه عن المسيح، من أحد أمرين: أن يكون باطلًا أراد كبرا، وكما لم يحتجوا به في دفع نبوة محمد، أو يكون حقًا وله تأويل ذهب عليكم وعرفناه بتوفيق الله وتأييده؛ وهو أن المسيح عندنا حي عند الله