للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا يوشع بن نون قتل بتعويذتين ملكًا من ملوك الشام، وأباد من مدنها ما لم يبق له أثر، ولا من أهله نافح ضربه، من غير أن يدعوهم إلى دين، أو يطلب منهم إتاوة.

وغزا داود بلادًا من بلاد الشام؛ فلم يدع فيها رجلًا ولا امرأة إلا قتلهم، وساق الغنائم. وهذا كله موجود في كتبهم.

وهذا المسيح - عليه السلام - نفسه المبعوث بالرحمة، يقول في الإنجيل لتلامذته: «إن سألتكم وليس معكم مزود ولا خف، فهل ضركم ذلك أو نقصكم شيئًا»، قالوا: لا، فقال: «أما الآن فليشتر منكم من لم يكن له مزودًا، ومن لم يكن له سيف فليبع ثيابه وليشتري لنفسه سيفًا»، وإنما أمرهم بابتياع السيف بعد أن كان نهاهم عن القتال؛ لعلمه بأن النبي يُبعث بعده بالسيوف، فأشار إليه وإلى أيامه، وأمر من لحقها باتباعه والجهاد معه.

وإن اعتَّلُّوا في تركهم اتباعه بذكره في القرآن: الأكل والشرب والنكاح في الجنة والحديد والمقامع في النار؛ فإن الله قد ذكر الجنة وإسكانه إياها آدم وزوجته، وأكلهما من الشجرة واستتارهما حين عريا بورق التين في التوراة، فإن ذكروا أن الجنة التي أُسْكِنها آدم كانت في الأرض؛ لم نجادلهم في ذلك ورجعنا بهم إلى قول المسيح في الإنجيل

<<  <   >  >>