وقال الله على لسان داود:«أنا ناشرهم وباعثهم من بين أنياب السباع، ومن لجج البحار».
وقال دانيال:«أنه سيبعث من الأجداث قومٌ كثير، بعضهم إلى الجنان الدائمة، وبعضهم إلى البوار».
وإن اعتَّلُّوا بأنه سُئل عن أشياء فلم يعرفها، منها: الروح، ومنها: الساعة متى تكون، وقال:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ}[الأعراف: ١٨٧].
وإن الأنبياء لا تعلم إلا ما علّمها الله، وليس يُعلِّمها الله إلا ما أحب دون ما أحبت، ولا يطلعها من غيبه إلا على ما يشاء، وقد سأل المسيح تلاميذه عن الساعة، فقال:«ذلك غيبٌ مستور عني، لا يعلمه إلا الله وحده»، وقد وافق المسيح نبينا - صلى الله عليه وسلم -.
وإن اعتَّلُّوا بأن المسيح قال لهم في الإنجيل:«احتفظوا من الأنبياء الكذابين الذين يأتونكم عليهم لباس الخرفان وهم كالذئاب التي تخطف، فسوف تعرفونهم بأعمالهم. هل يُجنى من الشوك العنب، ومن القصب التين»؛ فإن نبينا قد حدثنا مثل الذي حدثهم المسيح وقال:«بين يدي الساعة ثلاثون دجالًا كلهم يكذب على الله»، وقد رأينا منهم قومًا في صدر الإسلام كمسيلمة، والأسود العنسي، وفي آخره.