أضعاف أصابعه، وإطعامه أصحابه وهم كثير كثير من طعام يسير، وعَنْزٍ مُسْمِل في حَيْسٍ صغير حتى جَاشَ لهم بالرِي، مع أعلامه الظاهرة في حفر الخندق، وفي مسيره إلى تبوك، التي لا خفاء بها على أهل العلم، وتعدادها يطول به الكتاب، ومن بعض ما ذكرنا ودليل على ما أردناه، فإن دفَعَ ما عددناه من هذه الآيات دافع؛ بقول الله في كتابه:{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ}[الإسراء: ٥٩]، قال في هذا دليل على أنه لم يرسل بآيات كما أُرسل من قبله من الناس، قلت له: إنما أراد بالآيات التي لم يُرسله بها، الآيات التي سمى له المشركون إياها؛ كقولهم: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (٩٠) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (٩١) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} [الإسراء: ٩٠ - ٩٢]،