للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أوصى بذلك فعليه إثم الوصية بذلك أنه قد تسبب إلى وجوده، وإما غير ذلك مما ذكره العلماءُ في كتبهم. والذي يؤكد قول عائشة في "وَهِم" قولها: "إنه قال لرجل مات يهوديًا: "وإن الميت ليعذب" .. بلام العهد فالظاهر أن ابن عمر خفى عليه موت اليهودي فحملها على الاستغراق.

ونظير هذا ما رُوى أنه رأى تاجرًا يبخس الناس في البيع فقال: "التاجر فاجر" (١) يعني ذلك الرجل، فرواه بعضهم على أنه للاستغراق. ذكر هذا فخر الدين الرازى في بعض كتبه الأُصولية وجعله من أسباب الغلط في الرواية.

ولا شك أنه من أسبابه، لكن هذا الحديث ليس من هذا الباب فإن في السنن: "التاجر فاجر إِلا مَن برَّ وصدق" وهذا يدل على إرادة الاستغراق؛ لوجود الاستثناء فيه (٢).

(الحديث الثاني): أخرجا أيضًا عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال: سمعت ابن عمر يقول: "لأن أُصبحَ مطليًّا بقطران أحب إلى من أَن أُصبح محرمًا أنضخ طيبًا" قال: فدخلت على عائشة فأخبرتها بقوله، فقالت: "طيَّبْتُ رسول الله فطاف على نسائه ثم أصبح محرمًا" (٣).


(١) مصنف عبد الرزاق (٧/ ٢٩٩ - ٣٠٠) باب الغيرة - عن معمر، عن قَتادةَ، عن الحسن أو غيره مرفوعًا. رقم (١٣٢٦٣) وهو مرسل.
(٢) انظر الكلام على هذه المسألة في توثيق عائشة للسنة في أول مسألة في عرض السنة على القرآن الكريم.
(٣) خ: (١/ ١٠٦) (٥) كتاب الغسل (١٤) باب من تطيب ثم اغتسل، وبقى أثر الطيب.
من طريق إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال: سألت عائشة فذكرت لها قول ابن عمر: ما أحب أن أصبح محرمًا أنضح طيبًا، فقالت عائشة: أنا طيبت رسول الله ، ثم طاف في نسائه، ثم أصبح محرمًا. رقم: (٢٧٠)
م: (٢/ ٨٤٩) (١٥) كتاب الحج (٧) باب الطيب للمحرم عند الإحرام من طريق أبي عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه قال: سألت عبد الله بن عمر ، عن الرجل يتطيب، ثم يصبح محرمًا، فقال: ما أحب أن أصبح محرمًا أنضح طيبًا، لأن أطَّلِىَ بقطران أحب إلى من أن أفعل ذلك … ، فقالت عائشة: أنا طيبت رسول الله عند إحرامه، ثم طاف في نسائه، ثم أصبح محرمًا. رقم: (٤٧/ ١١٩٢)