للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنها في مجال النقد الداخلى عرضت السنة على القرآن الكريم، وعلى السنة النبوية المعروفة والمشهورة أو المشاهدة من رسول الله ، وعلى الأصول الإسلامية.

وفى مجال النقد الخارجي بينت خطأ بعض الرواة بما أسهم في اشتراط الضبط في تلقى الأحاديث، وفي أدائها.

وكل ذلك كان له شأن كبير على مر العصور في توثيق سنة رسول الله - الأصل الثاني من أصول التشريع الإسلامي؛ في الدراسات الحديثية والفقهية على حد سواء.

وهذا من بركات السيدة عائشة ، وما أكثر بركاتها.

ولسنا في حاجة إلى تقديم ترجمة للسيدة عائشة ، فقد كفانا المؤلف مئونة ذلك، وقدّم ترجمة طيبة لها في أول الكتاب.

[ترجمة المؤلف]

أما مؤلف الكتاب فهو الإمام المحدِّث محمد بن عبد الله بن بهادر أبو عبد الله بدر الدين الزَّرْكَشِى، الفقيه، الأصولي، المُحَدَّث، الشافعي المذهب.

ولد في مصر عام (٧٤٥ هـ) من أسرة تركية، واشتغل أولا بصناعة الزركش، ثم وجهه الله ﷿ نحو العلم من صغره فأخذ عن الشيخين جمال الدين الأسنوى (ت ٧٧٢) وسراج الدين البلقيني (ت ٨٠٥) ولازمهما.

ثم رحل للاستزادة من الشيوخ ومن العلم، فرحل إلى حلب فأخذ عن الشيخ شهاب الدين الأذرعى (ت ٧٨٣)، وسمع الحديث بدمشق وغيرها، وسمع من علماء الشام، كابن قدامة المقدسي (ت ٧٨٠ هـ) والحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير (ت ٧٧٤ هـ) وغيرهما.

وبعد فترة التحصيل انقطع للاشتغال بالعلم، والتدريس والإفتاء. قال ابن حجر: كان الزركشي منقطعًا في منزله لا يتردد إلى أحد، إلا إلى سوق الكتب، وكان يطالع في حانوت الكتبى طول نهاره، ومعه أوراق يعلق فيها ما يعجبه، ثم يرجع فينقله إلى تصانيفه (الدرر الكامنة ٣/ ٣٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>