للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفصل ٢ - استدراكها على عمر بن الخطاب - رضة الله عنه -]

فيه أحاديث:

(الحديث الأول): أخرج البخارى ومسلم في حديث عبد الله بن أبى مليكة قال: توفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة؛ فجئنا لنشهدها وحضرها ابن عمر وابن عباس وإني لجالس بينهما؛ جلست إلى أحدهما، ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبى فقال عبد الله بن عمر لعمرو بن عثمان وهو مواجهه: ألا تنهى عن البكاء؛ فإن رسول الله قال: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه" فقال ابن عباس: "قد كان عمر يقول بعض ذلك".

ثم حَدَّث قال: صدرت مع عمر من مكة حتى إذا كان بالبيداء وإذا هو بركب تحت ظل سمرة فقال: "اذهب فانظر من هؤلاء الركب" قال: فنظرت فإذا هو صُهَيب قال: فأخبرته فقال: "ادعه لى" قال: فرجعت إلى صهيب فقلت: "ارتحل فالحق أمير المؤمنين" قال: فلما أُصيب عمر، وجعل صهيب يبكى يقول: وا أخاه، واصاحباه، فقال عمر: "يا صهيب أتبكى عليَّ وقد قال رسول الله : "إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه".

قال ابن عباس: فلما مات عمر ذكرتُ ذلك لعائشة فقالت: "رحم الله عمر، والله ما حدث رسول الله ".

وقال مسلم: "يرحم الله عمر، لا والله ما حدث رسول الله أَن الله يعذب المؤمن ببكاء أحد، ولكن قال: "إن الله يزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله عليه" قال: وقالت عائشة: حسبكم القرآن: ﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [سورة النجم: ٣٨] قال ابن أبي مليكة: "فوالله ما قال ابن عمر شيئا" (١).

ووقع في الوسيط وشرح الوجيز للرافعي: أَنها قالت:


(١) خ: (١/ ١٣٩٦ - ٣٩٧) (٢٣) كتاب الجنائز (٣٢) باب قول النبي يعذب الميت ببعض بكائه عليه.
عن عبدان، عن عبد الله، عن ابن جريج، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة به. أرقام (١٢٨٦ - ١٢٨٨).
م: (٢/ ٦٤١ - ٦٤٢) (١١) كتاب الجنائز (٩) باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه رقم (٢٣/ ٩٢٨) =