للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل ١٠ - استدراكها على ابن مسعود]

روى أبو منصور البغدادي (١) من جهة محمد بن عبيد الطنافسي قال: ثنا الأعمش عن خيثمة عن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة فقال مسروق: قال عبد الله بن مسعود: "من أَحب لقاءَ الله أَحب الله لقاءَه، ومن كره لقاءَ الله كره الله لقاءه" فقالت عائشة: "يرحم الله أبا عبد الرحمن حَدَّثَ بأول الحديث ولم تسألوه عن آخره، إن الله تعالى إذا أَراد بعبد خيرًا قيض له قبل موته بعام ملكًا يوفقه ويسدده حتى يقول الناس: مات فلان على خير ما كان، فإذا حضر ورأى ثوابه من الجنة تهوع بنفسه أو قال تهوعت نفسه، فذلك حين أحب لقاءَ الله وأحب الله لقاءَه. وإذا أراد الله بعبد سوءًا قيّض له قبل موته بعام شيطانًا فأفتنه حتى يقول الناس مات فلان أشر ما كان، فإذا حضر رأى ما نزل عليه من العذاب فبلع نفسه، وذلك حين كره لقاءَ الله وكره الله لقاءَه (٢) (٣).

* * *


(١) في كتابه استدراك أم المؤمنين عائشة. ص: (٦١ - ٦٢).
(٢) روى هذا الحديث مسلم من طريق شريح بن هانئ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
قال: فأتيت عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين، سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله حديثًا - إن كان كذلك فقد هلكنا. فقالت: إن الهالك من هلك بقول رسول الله وما ذاك؟
قال: قال رسول الله : "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه"، وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت، فقالت: قد قاله رسول الله ، وليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا شخص البصر، وحشرج الصدر، واقشعر الجلد، وتشنجت الأصابع، فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
[م: (٤/ ٢٠٦٦) (٤٨) كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٥) باب من أحب لقاء الله أحب الله. رقم: (١٧/ ٢٦٨٥)]
وقد سبق هذا الحديث في فصل الاستدراك على أبي هُريرة - رضى الله تعالى عنه ص (١١٨).
(٣) انظر: توثيق عائشة للسنة، ص: (٢٠٣ - ٢٠٥).