للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسئل ابن الحاجب في أَماليه عن قوله : "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران وآسية، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" هل الألف واللام لاستغراق الجنس أولا؟ فأجاب "بأن النساء في الأول لمن عدا عائشة. وفى الثاني لمن عدا مريم وآسية" فلا دلالة فيها على تفضيل أحد القبيلين على الآخر، كقولك زيد أفضل القوم وعمرو أفضل القوم: فيه دليل على أنهما أفضل القوم، ولا تفضيل لمجرد ذلك لأحدهما على الآخر.

[فائدة]

وذكر الأستاذ أبو منصور البغدادى أحد أئمة أصحابنا في "كتاب الأُصول "الخمسة عشر" كلامًا في فضل عائشة وفاطمة قال: "فكان شيخنا أبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكى وابنه سهل يفضلان فاطمة على عائشة، وبه قال الشافعي، وللحسين بن الفضل رسالة في ذلك" اهـ.

وهذا مما لا شك فيه، وقد قال : "فاطمة بضعة منى" ولا نعدل ببضعة من رسول الله أحدًا كما قاله ابن داود.


= ومن خط شيخنا الحافظ الثبت أبى الحجاج المزى نقلته، والقصيدة مكسورة الفاء، فيحتاج حينئذ إلى التحمل والتأويل في كسر الفاء من "عجاف"، وهى صفة المستون الذي خبر "رجال مكة"، والناس كذلك ينشدون البيت ويستشكلونه، والذي رأيته في السيرة في أصول معتمدة صحيحة ما نصه:
عَمْرُ العُلَى هشم الثريد لقومه … قوم بمكة مسنتين عجاف
سُنَّت إليه الرحلتان كلاهما … سفر الشتاء ورحلة الأصياف
وعزاهما ابن إسحاق لشاعر من قريش، لم يعينه، وعلى هذا لا إشكال فيه (طبقات الشافعية للسبكى ٤/ ٤٠٠ - ٤٠١).