للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفصل ٤ - استدراكها على عبد الله بن عباس]

(الحديث الأول): أخرج البخارى ومسلم كلاهما من طريق عَمْرَة بنت عبد الرحمن أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة: "أَن عبد الله بن عباس قال: "من أهدى هديًا حَرُم عليه ما يَحْرُم على الحاج حتى ينحر الهدى". وقد بعثت بهديي فاكتبي إلى بأمرك.

قالت عمرة: قالت عائشة: "ليس كما قال ابن عباس، أَنا فَتَلْتُ قلائد هَدْي رسول الله بيدى، ثم قلَّدها رسول الله بيده، ثم بعث بها مع أبي، فلم يَحْرُم على رسول الله شيءٌ أحله الله له حتى نحر الهدى" (١).

وترجم عليه البخاري (باب من قَلَّدَ القلائد بيده) ولم يذكر فيه "وقد بعثت بهديي فاكتبى إليَّ بأمرك". قال الحافظ أبو الحجاج المياسي، ومن خطه نقلت: "هكذا وقع في كتاب مسلم (أن ابن زياد) ووقع في جميع الموطات: (أن زياد ابن أبي سفيان) كما وقع في البخارى" (٢).

وأخرج البيهقي في سننه عن شعيب قال: قال الزهرى: أول من كشف


(١) خ: (١/ ٥١٩) (٢٥) كتاب الحج (١٠٩) باب من قلد الهدى بيده. رقم: (١٧٠٠) عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن به.
وليس فيه: "وقد بعثت بهديي، فاكتبي إلى بأمرك".
م: (٢/ ٩٥٩) (١٥) كتاب الحج (٦٤) باب استحباب بعث الهدى إلى الحرم عن يحيى بن يحيى، عن مالك به.
ووقع فيه "ابن زياد" بدل "زياد بن أبي سفيان".
وهكذا وقع في جميع نسخ صحيح مسلم. قال أبو على الغساني والمازرى، والقاضي عياض وجميع المتكلمين على صحيح مسلم: هذا غلط، وصوابه: "أن زياد بن أبي سفيان، وهو المعروف بزياد بن أبيه، وهكذا وقع على الصواب في صحيح البخارى والموطأ وسنن أبي داود وغيرها من الكتب المعتمدة، وابن زياد لم يدرك عائشة.
(٢) انظر التخريج السابق.