للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(٢) [فصل في خصائصها الأربعين]]

الأولى: - أنه لم يتزوج بكرًا غيرها (١).

فإن قلت: "كيف حث على نكاح الأبكار وتزوج من الثُّيَّاب أكثر؟ " فيه أربعة أجوبة: قلت: تقليلًا للاستلذاذ؛ لأن الأَبكار أَعذب أَفواهًا، ولذلك قال: "فَهَلَّا بكرًا تلاعبها وتلاعبك"، وتكثيرًا لتوسعة الأحكام؛ إذ هنَّ بالفهم والتبليغ أعلق، وجبرًا لما فاتهن من البكارة كما قُدِّمْنَ في قوله تعالى: ﴿ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا﴾ [التحريم: ٥]، أو للإشارة إلى تعظيم عائشة وتمييزها بهذه الفضيلة وَحْدَها دونهن؛ لئلا يُشارك فيها، فكأَنها في كِفَّةٍ وهنَّ في كفة أُخرى.

الثانية: أَنها خُيّرت واختارت الله ورسوله على الفور، وكن تبعًا لها في ذلك (٢).


(١) خ: (٣/ ٣٥٧) (٦٧) كتاب النكاح (٩) باب نكاح الأبكار - قال البخاري: وقال ابن أبي مليكة: قال ابن عباس لعائشة: لم ينكح النبي بكرًا غيرك - ومن طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله، أرأيت لو نزلت واديًا وفيه شجرة قد أكل منها، ووجدت شجرًا لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: في التي لم يُرتع منها - يعني أن رسول الله لم يتزوج بكرًا غيرها. رقم: (٥٠٧٧)
سير أعلام النبلاء (٢/ ١٤١) من طريق على بن زيد بن جدعان، عن جدته عن عائشة أنها قالت: لقد أعطيت تسعًا ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران … وذكرت منها: ولقد تزوجنى بكرا، وما تزوج بكرا غيرى.
وقال الذهبي: رواه أبو بكر الآجرى. وإسناده جيد، وله إسناد آخر صححه الحاكم ووافقه الذهبي (٤/ ١٠ - ١١).
نقول: فيه على بن زيد بن جُدعان، وهو ضعيف، وجَدَّتُهُ لا تعرف، والحق أن تزوج عائشة من رسول الله وهى بكر مستفيض لا يحتاج إلى دليل، والله ﷿ وتعالى أعلم.
(٢) خ: (٣/ ٢٧٧) (٦٥) كتاب التفسير (٤) باب ﴿قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا﴾.
عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهرى، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي أخبرته أن رسول الله جاءها حين أمر الله أن يخير أزواجه، فبدأ =