للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما ابن الجوزى في المشكل فأنكر على عائشة هذا الرد، وقال: "الخبر رواه جماعة ثقات فلا يعتمد على ردها". والصحيح أن المعنى: إن خيف من شيءٍ أَن يكون سببًا لما يخاف شره ويتشاءَم به، فهذه الأشياءُ، لا على السبيل التي تظنها الجاهلية من العدوى والطيرة، وإنما القدر يجعل للأسباب تأثيرا (١).

وقال الخطابي: "لما كان الإنسان في غالب أحواله لا يستغنى عن دار يسكنها، وزوجة يعاشرها، وفرس يرتبطه، وكان لا يخلو من عارض مكروه، أضيف اليمن والشؤم إلى هذه الأشياء إضافة محلّ وظرف، وإن كانا صادرين عن قضاء الله". قال: وقد قيل: "إن شؤم المرأَة أَلَّا تلد، وشؤم الفرس أَلَّا يحمل عليها في سبيل الله، وشؤم الدار سوءُ الجوار" (٢) (٣).

(الحديث الثالث): قال أبو بكر البزار في مسنده: حدَّثنا هلال بن بشر: ثنا سهل بن حماد قال: ثنا أبو عامر الخَزَّاز، وثناه محمد بن معمر قال: ثنا عثمان بن عمر قال: ثنا أبو عامر الخَزَّاز عن سيّار عن الشعبي عن علقمة قال: قيل لعائشة رحمة الله عليها: "إن أبا هريرة يروى عن النبي : أَن امرأة عذبت في هرة" قال: فقالت عائشة: "إن المرأة كانت كافرة".

قال: "ولا نعلم روى علقمة عن أبي هريرة إلا هذا الحديث" (٤)

أبو عامر الخَزَّاز (٥) صالح بن رستم قال فيه أحمد بن حنبل: "صالح الحديث".


= عن خلف بن الوليد، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس به وأبو معشر ضعيف، ومحمد بن قيس لم يدرك الصحابة.
(١) كشف المشكل (٢/ ٢٦٨) مسند سهل بن سعد - رضى الله تعالى عنه - الحديث الثالث: (٧٥٣/ ٨٩٨)
(٢) أعلام الحديث (٢/ ١٣٧٩) رقم: (٦٤٣/ ٢٨٥٩) (٤٧) ما يذكر من شؤم الفرس
(٣) انظر توثيق عائشة للسنة. ص: (١٣٨ - ١٤٠).
(٤) كشف الأستار: (٤/ ١٨٨ رقم ٣٥٠٦) كتاب صفة جهنم - آخر الكتاب.
وقال البزار أيضًا: أخرجته لقول عائشة، وحديث أبي هريرة في الصحيح.
(٥) في المطبوعة أبو عامر الجزار في المواضع الثلاثة وكذلك في المخطوط، وما أثبتناه هو الصواب، كما في كشف الأستار، والتذكرة برواة العشرة (٢/ ٧٢٤ رقم ٢٨٢٥). وكذلك في الرواية التالية في أبي داود الطيالسي، وكذلك في مسند أحمد، كما في التخريج التالي.