للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكعبة دون بنى عبد الدار". قال: وشيبة هذا هو جد بني شيبة حجبة الكعبة إِلى اليوم، وهو أَبو صفية بنت شيبة توفى في آخر خلافة معاوية سنة تسع وخمسين، وقيل: بل في أَيام يزيد" (١).

وكثير من الناس يتوهم أَن بني شيبة من عقب عثمان بن طلحة، قال شيخنا عماد الدين بن كثير في تفسيره: "وليس كذلك، فإن عثمان بن طلحة بن أَبي طلحة - واسم أَبي طلحة عبد الله عثمان بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصى بن كلاب القرشي العبدى حاجب الكعبة المعظمة، وهو ابن عم شيبة بن عثمان بن أَبي طلحة الذي صارت الحجابة في نسله إِلى اليوم - أسلم عثمان هذا في الهدنة بين صلح الحديبية وفتح مكة هو وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص. وأَما عمه عثمان بن أَبي طلحة فكان معه لواءُ المشركين يوم أَحد وقتل يومئذ كافرًا وإنما نبهنا على هذا لأَن كثيرًا من الناس قد يشتبه عليهم هذا" (٢).

قلت: وكذا ذكره أَبو عبيد في الأَنساب عن ابن الكلبي فذكر بني عبد الدار، ثم قال: ومنهم عثمان بن طلحة بن أَبي طلحة الذي أخذ النبي منه المفتاح يوم الفتح ثم رده عليه. ثم قال: "بنو شيبة" وشيبة بن عثمان بن أَبي طلحة ولى الحجابة بعد عثمان بن طلحة اهـ.

وذكر ابن العربي في الفتوحات المكية أَن قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [سورة النساء: ٥٨] ليس فيها إشارة إلا لدفع المفتاح له، لا لجعل أمانة البيت معه حتى جعل ذلك في عقبه بني شيبة. وهذه الآية مكية وحدها من بين سائر أي هذه السورة فهى مدنية.

* * *


(١) الاستيعاب لابن عبد البر (٢/ ١٥٨ - ١٦٠).
(٢) تفسير القرآن العظيم: (١/ ٥١٥) في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾.