للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(الخامسة): - نزول براءتها نزول براءتها من السماء مما نسبه إليها أَهل الإفك في ست عشرة آية متوالية (١)، وشهد الله لها بأنها من الطيبات، ووعدها بالمغفرة والرزق الكريم. وانظر تواضعها وقولها: "ولَشَأْنى في نفسى كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بوحي يتلى" (٢) قال الزمخشري: "ولو فلَّيت القرآن وفتشت عما أُوعِد به


= حدثنا عبدُ الله بن يوسُف قال أخبرنا مالكٌ عن عبد الرحمن بن القاسم عن أَبيه عن عائشةَ زوج النبي قالت: خرجَّنا مع رسولِ الله في بعض أَسفارِهِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالبَيْدَاءِ - أَو بذاتِ الجيش انقَطَعَ عِقْدٌ لى، فأَقامَ رسولُ الله على التماسِه، وأَقامَ الناسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ. فَأتَى النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالُوا: أَلا تَرَى ما صنَعَتْ عائشةُ؟ أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ والنَّاس، ولَيْسُوا على مَاءٍ وليسَ معهم ماءً؟ فجاءَ أَبو بكر ورسولُ الله وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِى قَدْ نَامَ، فقال: حَبَسْتِ رسول الله والناسَ، ولَيْسُوا على مَاءٍ ولَيْسَ مَعَهُمْ مَاءً. فقالت عائشةُ: فعاتبنى أبو بكرٍ وقال ما شاءَ الله أَنْ يَقُولَ، وجعلَ يَطْعَنُنِي بيده في خَاصِرَتي، فلا يمنعنى مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مكان رسول الله على فَخِذى، فقام رسولُ الله حين أَصْبَحَ على غير ماءٍ، فَأَنْزَلَ الله آيةَ التيمُّم، فَتَيَمَّمُوا. فقال أُسَيْدُ بنُ الحُضَيْر: ما هيَ بِأَوَّلِ بَرَكتكمْ يا آل أبي بكر. قالت: فبعثنا البَعير الذي كُنتُ عَلَيْهِ، فَأَصَبْنَا الْعِقْدَ تَحْتَهُ.
م: (١/ ٢٧٩) (٣) كتاب الحيض (٢٨) باب التيمم - عن يحيى بن يحيى، عن مالك به. رقم (١٠٨/ ٣٦٧)
(١) من قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ … ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ [النور: ١١ - ٢٦].
(٢) يحسن بنا أن نورد حديث الإفك كاملًا للفائدة، ولأنه سيتعلق به كلام من المصنف آتٍ خ: (٢/ ٢٥٣ - ٢٥٧) (٥٢) كتاب الشهادات (١٥) باب تعديل النساء بعضهن بعضًا - عن أبي الربيع سليمان بن داود عن فليح بن سليمان، عن ابن شهاب الزهرى، عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثى، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة زوج النبي حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله منه، قال الزهري: وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم أَوْعَى مِنْ بَعضٍ وأَثْبَتُ له اقتصاصًا - وأَثْبَتُ له اقتصاصًا - وقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ واحِدٍ مِنْهُمُ الحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنَى عَنْ عَائِشَةَ، وبَعضُ حَديثهم يُصَدِّقُ بَعضًا. زَعَمُوا أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ "كَانَ رَسُولُ الله إِذا أَرادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْواجِهِ، فَأَيْتُهِنَّ خَرَجَ سَهْمُها خَرَجَ بِهَا مَعَهُ. فَأَقْرَعَ بَينَنا في غَزَاةٍ غَزاها فَخَرَجَ سَهْمِي فَخَرَجْتُ معه بَعدَما أُنزِلَ الحِجَابُ، فَأَنَا أَحْمَلُ فِي هَودَج وأُنْزَلُ فيه. فَسِرْنا حَتَّى إذا فَرَغَ رسولُ الله مِن غَزْوَتِهِ تِلْكَ وقَفَلَ ودَنَوْنَا مِنَ المَدِينَة آذَنَ ليلةً بالرَّحيل، فَقُمْتُ حِينَ آذَنوا بِالرَّحِيل فَمَشَيْتُ حتَّى جاوَزْتُ الجيشَ، فلما قَضَيْتُ شَأَنِي أَقْبَلْتُ إِلى الرَّحْلَ =