للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعنى بالفتح أَو بالكسر، فإذا حذفت تاءُ التأنيث قلت: المهل لا غير. ورواه أَبو عبيد (١): إنما هو للمُهل وقال: المهل في هذا الحديث الصديد والقيح، وهو في غيره كل شئ أُذيب من جواهر الأرض، كالذهب والفضة والنحاس. والمهل عكر الزيت قال: وأكثر رواة الموطَّأ على الكسر.

وقال الزمخشرى في الفائق: روى للمُهلة وللمَهلة والمِهلة بالكسر، ثلاثتها: الصديد والقيح الذي يذوب ويسيل من الجسد، ومنه قيل للنحاس الذائب: المُهْل (٢).

قال البيهقى في شعب الإيمان - وقد روى حديث أبى قتادة "من ولى أخاه فليحسن كفنه فإنهم يتزاورون فيها" (٣) -: هذا إن صح لم يخالف قول الصديق ، وإنما هو للمهل يعنى الصديد؛ لأنه كذلك في رؤيتنا. ويكون ما شاء الله في علم الله، كما قال في الشهداء: ﴿بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ وهو ذا يراهم يتشحطون في الدماء، وهم في الغيب كما أخبر الله عنهم، ولو كانوا في رؤيتنا كما أَخبر عنهم لارتفع الإيمان بالغيب (٤).


(١) في المطبوع أبو عبيدة، وما أثبتناه من المخطوط.
والكلام لأبى عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث له (٢/ ٧ - ٨).
قال أبو عبيد: المُهل في هذا الحديث الصديد والقيح، والمُهل في غير هذا كل فلزٍّ أذيب.
(٢) الفائق (٣/ ٣٩٥). وفيه الكلمة الأولى: "للمُهل".
(٣) شعب الإيمان للبيهقى (٧/ ١٠) الرابع والستون من شعب الإيمان وهو باب في الصلاة على من مات من أهل القبلة.
من طريق مسلم بن إبراهيم الوراق، عن عكرمة بن عمار، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي قتادة به.
قال السيوطي في اللآلئ: الحديث حسن صحيح له طرق كثيرة وشواهد استوعبتها في كتاب شرح الصدور (اللآلئ ٢/ ٤٤٠ - ٤٤١).
ثم ساق شواهد له.
أقول: ومن شواهده حديث جابر في مسلم: "إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه".
م: (٢/ ٦٥١) (١١) كتاب الجنائز - (١٥) باب في تحسين كفن الميت رقم: (٩٤٣).
(٤) المصدر السابق (٧/ ١٠) الموضع السابق.