قال:.... فإذا قال القائل مستغيثاً بأحد من الأموات: يا فلان.. افعل كذا وكذا - فالمقصود الطلب من الله أن يقضي حاجته.
[يعني أن الميت واسطة وشفيع وسبب فقط] .
وبعد أن فرغ من هذا الهذيان وسكت - قلت له:..... وينبغي على قولك هذا أن يطلب من المخلوق كل شيء يطلب من الخالق، وينبغي أن لا يعترض على عبدة الأصنام وطلبهم ما يطلب من الله، فإنهم أيضاً كانوا يعتقدون أن أصنامهم وسائط ووسائل وشفعاء، وكانوا:{وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}[يونس: ١٨] ، ويقولون:{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}[الزمر:٣] ، ونحو ذلك من الكلام.
وإذا سئلوا:{مَنْ يَرْزُقُكُمْ}[يونس: ٣١] ، و {مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[لقمان: ٢٥] .
وقد سبق في هذا الكتاب في عدة مواضع بيان ذلك، وأن كلام الغلاة هذا، وكلام عبدة الأصنام من واد واحد، وقد تشابهت قلوبهم، وأوردت له عدة آيات ونصوص) .