{لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا}[نوح: ٢٣] ؛ لأنهم لو تركوا عبادتهم لتركوا عبادة الله؛ لأن لله في كل معبود وجهاً.
٢٣ - والعارف يعرف من يعبده، في أي صورة ظهر، أما الجاهل: فيقول: هذا حجر، وهذا شجر، وأما العارف فيقول: هذا محل إلهي يجب تعظيمه، فلا يقصر معبوده في شيء.
٢٤ - لأن النصارى قد خصصوا معبودهم في شيء، ولم يعمموا فأخطأوا، وأما العارف فهو يعبد كل شيء، والله تعالى أيضاً يعبد كل شيء؛ لأنه ما ثم إلا هو، وما ثم غيره، واسمه العلي، ولكن عماذا؟ وما ثم إلا هو! وعلى ماذا؟ وما ثم غيره! فالمسمى محدثات، وهي علية لذاتها، وليست إلا هو.
٢٥ - فالله ما نكح إلا نفسه، وما ذبح إلا نفسه [فهو الناكح المنكوح؟ !] .
والمتكلم هو عين المستمع.
٢٦ - وإن موسى إنما عتب على هارون؛ لأن هارون قد نهاهم عن