(التوحيد: إفراد الحدوث عن القدم) ؛ حيث بين الجنيد الفرق بين الخالق والمخلوق، وأما هذا الملحد [ابن عربي] فلا يرى الفرق بينهما، فلذا أنكر قول الجنيد، وقال له في مخاطبته الخيالية الشيطانية * [الوهمية الوثنية] *:
(يا جنيد: هل يميز بين المحدث والقديم إلا من يكون غيرهما؟) ؛ لأن قول هذا الملحد أن وجود المحدث عين وجود القديم.
٣٢ - فقد قال في فصوصه:
(ومن أسمائه الحسنى: ((العلي)) على من؟ وما ثم إلا هو، وعماذا؟ وما هو إلا هو؛ فعلوه لنفسه، وهو عين الموجودات، فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها؛ وليست إلا هو) .
٣٣ - فيقال لهذا الملحد: ليس من شرط المميز بين الشيئين بالعلم والقول - أن يكون ثالثاًَ غيرهما؛ فإن كل واحد من الناس يميز بين نفسه وبين غيره، وليس هو ثالث؛ فالعبد يعرف أنه عبد، ويميز بين نفسه وبين خالقه،