للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطرفك الأزرق ما باله ... يحدث فينا لحظة القتلا

قالت ألا يفتك طرف حكى ... لون سنان الرمح والشكلا

قد عملت (إنّ) على أنّها ... حرف لأن أشبهت الفعلا

وقال: [الطويل]

خليليّ إن أبديت سرّ هواكما ... لواش فلا متّعت منه بطائل

وقلت بأنّ العطف في النحو جائز ... على المضمر المخفوض من غير عامل

وقال: [المتقارب]

أرى الصّفع ورّد منه القذالا ... وأوسع في أخدعيه المجالا

وأسلاه عن حبّ ذات اللّمى ... وإن هي راقت وفاقت جمالا

لئن كان قد حال ما بينه ... وبين الحبيبة صفع توالى

فقد يحدث الظرف بين المضاف ... وبين المضاف إليه انفصالا

وقال: وفيه ثمانية عشر فعل أمر: [الطويل]

وليت فوليت الغرام على الحشا ... ملالا ووكلت السهاد على الغمض

وأضرمت في الأعراض نار حشاشتي ... ويا حسنه إن كان في عشقك المحض

برادن اسخط ارض خف أخف ارع خلّ ادم ... ضع اعل اضحك ابك أهو أبد أخف عش اقض

قال محمود بن الحسن الوراق [١] ، وهو من مشايخ أبي بكر بن أبي الدنيا، أكثر من الشعر الحسن في المواعظ والحكم، ومات في خلافة المعتصم، في حدود الثلاثين ومائتين: [المجتث]

ما إن بكيت زمانا ... إلا بكيت عليه

ولا ذممت صديقا ... إلا رجعت إليه

وقال [٢] : [المتقارب]

أليس عجيبا بأنّ الفتى ... يصاب ببعض الذي في يديه


[١] محمود بن الحسن الوراق: شاعر أكثر شعره في المواعظ والحكم، روى عنه ابن أبي الدنيا، وفي كامل المبرد نتف من شعره، توفي سنة ٢٢٥ هـ. (كامل المبرد ٤/١٠٤، ١٠٦، ٥/٧٥، ١٢٧، ١٣٨، حماسة ابن الشجري ص ١٤١، فوات الوفيات ٢/٢٨٥) .
[٢] الأبيات في كامل المبرد ٢/٧٠٥ تحقيق الدالي، والبيان والتبيين ٣/١٩٧.

<<  <   >  >>