للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(ترضين أن يكون بيني وبينك عمر؟ فقالت: من عمر؟ قال: عمر بن الخطاب، قالت: لا والله، إني أفرق من عمر، قال النبي صلّى الله عليه وسلم: الشيطان يفرقه) [١] .

عن سالم بن عبد الله قال: أبطأ خبر عمر على أبي موسى، فأتى امرأة في بطنها شيطان، فسألها عنه، فقال: حتى يجيء شيطاني، فجاء، فسألته عنه فقال: تركته مؤتزرا بكساء يهنأ إبل الصدقة، وذاك رجل لا يراه شيطان إلا خرّ لمنخريه، الملك بين عينيه، وروح القدس ينطق بلسانه./

عن هشام بن عروة، قال: جاء عمر بن عبد العزيز قبل أن يستخلف إلى أبي عروة بن الزبير، فقال له: رأيت البارحة عجبا، كنت فوق سطحي مستلقيا على فراشي، فسمعت جلبة في الطريق، فأشرفت فظننت عسكر العسس، فاذا الشياطين تجول، حتى اجتمعوا في جوبة [٢] خلف منزلي، ثم جاء إبليس، فلما اجتمعوا هتف إبليس بصوت عال، فتفازعوا، فقال: من لي بعروة بن الزبير، فقالت طائفة منهم: نحن، فذهبوا ورجعوا، وقالوا: ما قدرنا منه على شىء، قال: فصاح الثانية أشد من الأولى، فقال: من لي بعروة بن الزبير؟ فقالت طائفة أخرى: نحن، فذهبوا، فلبثوا طويلا، ثم رجعوا وقالوا: ما قدرنا منه على شيء، فصاح الثالثة صيحة ظننت أن الأرض انشقت، فقال: من لي بعروة بن الزبير؟ فقال جماعتهم: نحن، فذهبوا، ثم لبثوا طويلا، ثم رجعوا، فقالوا: ما قدرنا منه على شيء، فذهب إبليس مغضبا واتبعوه. فقال عروة بن الزبير لعمر بن عبد العزيز: حدثني أبي الزبير بن العوام قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: (ما من رجل يدعو بهذا الدعاء في أول ليله، وأول نهاره إلا عصمه الله من إبليس وجنوده: بسم الله ذي الشان، عظيم البرهان شديد السلطان، ما شاء الله كان، أعوذ بالله من الشيطان) [٣] .

عن عروة بن الزبير قال: كنت جالسا في مجلس الرسول ضحوة وحدي، إذ أتاني آت يقول: السلام عليك يا ابن الزبير، فالتفت يمينا وشمالا فلم أر شيئا، غير أني رددت عليه، واقشعرّ جلدي، فقال: لا روع عليك، إنا رجل من أهل الأرض، أتيتك أخبرك عن شيء وأسألك عن شيء، إني شهدت إبليس ثلاثة أيام، يقول لشيطان مسودّ وجهه مزرقّة عيناه، عند المساء: ماذا صنعت بالرجل؟ فيقول له الشيطان: لم أطقه، للكلام الذي يقوله إذا أمسى وإذا أصبح، فلما كان اليوم الثالث قلت للشيطان: عمن يسألك إبليس؟ قال: يسألني عن عروة بن الزبير، أن أغويه، فما استطيع ذلك، لكلام يتكلم به


[١] كنز العمال ٣٥٨٤١.
[٢] الجوبة: الأرض الخالية، وكل متسع من الأرض بلا بناء، والفرجة في السحاب والجبال، والفجوة ما بين البيوت.
[٣] كنز العمال ٣٨٦٢.

<<  <   >  >>