للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وابن عمر أيضاً.

ونقل ابن سيرين عن السلف أنهم كانوا يفعلونه، فإن أفضل الأنساك أن يؤتى بالحج في سفرة، والعمرة في سفرة أخرى في غيره أشهر الحج، وذلك من إتمام الحج والعمرة المأمور به.

وهذا (١) رأي جمهور الصحابة كعمر وعثمان وعلى وغيرهم (٢) . ا. هـ.

فكلام ابن رجب-رحمه الله - يدل على أن العمرة في رجب مستحبة واستدل على ذلك باستحباب عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-العمرة في رجب. وفعل عائشة- رضي الله عنها- لها، وابن عمر أيضاً، وهذا هو القول الأول.

وروى البيهقي في سننه عن سعيد بن المسيب أن عائشة - رضي الله عنها - كانت تعتمر في آخر ذي الحجة من الجحفة (٣) ، وتعتمر في رجب من المدينة، وتهل من ذي الحليفة (٤) . (٥)

القول الثاني: أن تخصيص شهر رجب بالعمرة لا أصل له، قال ابن العطار:


(١) - أن الإتيان بالحج في سفرة والعمرة في سفرة أخرى - والله أعلم - وليس المراد استحباب العمرة في رجب.
(٢) - يراجع: لطائف المعارف ص (١٢٥-١٢٦) .
(٣) - كانت قرية كبيرة ذات منبر، على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل، وهي ميقات أهل مصر والشام إن لم يمروا على المدينة، وكان اسمها مهيعة وإنما سميت الجحفة لأن السيل اجتحفها، وحمل أهلها في بعض الأعوام فصارت خراباً. يراجع: معجم البلدان (٢/١١١) .
(٤) - قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة، ومنها ميقات أهل المدينة، وهي من مياه جشم بينهم وبين بني خفاجة من عقيل. يراجع: معجم البلدان (٢/٢٩٥، ٢٩٦) .
(٥) - رواه البيهقي في سننه (٤/٣٤٤) كتاب الحج. بإسناد حسن، لأن فيه يحيى بن أيوب الغافقي قال فيه ابن حجر: صدوق ربما أخطأ. يراجع: تقريب التهذيب (٢/٣٤٣) .

<<  <   >  >>