للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما بلغني عن أهل مكة زادها الله شرفاً اعتياد كثيرة في رجب، وهذا مما لا أعلم له أصلاً، بل ثبت في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عمرة في رمضان تعدل حجة)) (١) . ا. هـ (٢) .

وذكر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن العلماء أنكروا تخصيص شهر رجب بكثرة الاعتمار (٣) .

والذي يترجح عندي- والله أعلم- أن تخصيص شهر رجب بالعمرة ليس له أصل، لأنه ليس هناك دليل شرعي على تخصيصه بالعمرة فيه، مع ثبوت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب قط كما تقدم.

ولو كان لتخصيصه بالعمرة فضل لدل أمته عليه- وهو الحريص عليهم-كما دلهم على فضل العمرة في رمضان ونحو ذلك.

وأما ما ورد أن عمر بن الخطاب استحب العمرة في رجب فلم أقف على سنده.

وأما ما نقله ابن سيرين عن السلف، أنهم كانوا يفعلونه فليس في ذلك دليل على تخصيصه بالعمرة، لأنه ليس قصدهم-والله أعلم - تخصيص شهر رجب


(١) - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري (٣/٦٠٣) كتاب العمرة، حديث رقم (١٧٨٢) . ورواه مسلم في صحيحه (٢/٩١٧، ٩١٨) كتاب الحج، حديث رقم (١٢٥٦) .
(٢) -يراجع: مساجلة العز بن عبد السلام وابن الصلاح حول صلاة الرغائب ص (٥٦) . وقد نقلها المحقق من نسخة مخطوطة لرسالة: حكم صوم رجب وشعبان للعطار.
(٣) - يراجع: مجموع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (٦/١٣١) .

<<  <   >  >>