للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الردة عليها، وأخذ يقرأ عليها القرآن كل يوم (١).

وهكذا نجد في سياق هذه القصص ما ينفر من الإسلام؛ من وصف أتباعه بالتشدد، وسوء الأخلاق، ومقارفة المخدرات، والقناعة بالشعبذات والأعمال السحرية، إضافة إلى اتصافهم بالإرهاب وترويع الآمنين. وفيها ما يصف القرآن بانعدام أثره في قلوب حافظيه؛ فضلاً عن قارئيه. واتهام الإسلام بإكراه الآخرين على الدّخول فيه. وكذا الطعن في بعض حدود الإسلام، كحد الردة، ولمز المشايخ والعلماء، والطعن فيهم.

وفي المقابل يصور الدين النصراني بأنّه دين محبة ورحمة؛ إلى درجة ظهور المسيح لأتباعه وتجليه لهم تثبيتاً وتشجيعاً. وتصوير الكنائس في هيئة دورٍ مملوءةٍ بالسّعادة والأنس والاستقرار النفسي.

٣) قصص رمزيّة تصور رحمة الديانة النصرانيّة، ودعوتها للمحبة والألفة، واحترامها لإنسانيّة الشخص، ولو كان فقيراً، طالما هو مقبل بقلبه على الكنيسة يصلي ويتضرع.

فهذا طالب جامعي فقير، أراد أن يدخل الكنيسة للصلاة في يوم أحدٍ بثيابه الرّثة وشعره الأشعث وقدميه الحافيتين؛ ولما لم يجد مقعداً جلس على الأرض إلى جانب منبر الوعظ، وأعينُ النّاس ترمقه وتزدريه.

وفي هذه اللحظة رآه شمّاس (٢) قد بلغ من السن عتيًّا، فتقدم إليه في خطوات مثقلة، وجلس إلى جانبه على الأرض حتى لا يكون شاذًّا في تصرفه.

وهنا يقول الواعظ: «كنتُ قد عزمتُ أن أعظكم اليوم، لكنْ مهما وعظتكم به فسوف تنسونه، إلا هذا المشهد فلن تنسوه أبداً. تعلموا كيف تعيشون المحبّة حتى يصير كلُّ واحد منكم إنجيلاً حيًّا مقروءاً من جميع النّاس» (٣).


(١) انظر الرّابط: groups.yahoo.com/group/JesusLoves_You/message/١٨٨٧٥
(٢) الشّماس درجة كنسيّة. والجمع شمامسة، وهم -في الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة- خُدَّام المذبح، الذين يقومون بالصلاة مع الأب الكاهن، ويساعدونه في إتمام طقوس الصلوات. ولهم أكثر من درجة شمّاسية.
انظر: قاموس المصطلحات الكنسيّة القبطيّة، على الرّابط: st-takla.org
(٣) انظر الرّابط: groups.yahoo.com/group/elkharoof_eldal/message/١٣٩٠١

<<  <   >  >>