للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأعرابي وهو النجيب» (١).

وفي العصر الحديث كثرت الأبحاث العلميّة المثبتة لنفع هذه الأبوال في علاج كثير من الأمراض (٢).

وهكذا يتبين أنَّ إرشاد النبي - صلى الله عليه وسلم - لاستعمال هذه الأبوال لم يكن إلا مرَّة واحدة لقوم مرضى كي يتداووا به، لا على الصور التعميمية التي يستخدمها النّصارى.

على أنّه كان الأولى بهؤلاء أن ينظروا في الإرشادات الصحيّة في كتابهم كشرب الخمر للشفاء من أدواء المعدة والأمراض النفسيّة، واجتناب شرب الماء وحده (٣)، وأمر الله تعالى أحد أنبيائه أن يطهو الطّعام على البراز البشري، ثم التخفيف باستبداله بالرّوث الحيواني (٤)!

الأمر الحادي عشر: وأما القول بأنَّه - صلى الله عليه وسلم - شرّع ما يخالف الفطر المستقيمة حين أمر سهلة بإرضاع سالم وكان ذا لحية، قد بلغ مبلغ الرجال، فالأمر يحتاج لشيء من التّفصيل


(١) انظر: زاد المعاد، ابن القيم ٤/ ٤٤.
(٢) في الرابط التالي: www.islam-qa.com/ar/ref/٨٣٤٢٣، يستعرض موقع (الإسلام سؤال وجواب) العديد من هذه التجارب.
(٣) لتفصيل ذلك؛ انظر: الخمر بين المسيحية والإسلام، أحمد ديدات، ص١٢. وقد وضح الشيخ - رحمه الله - في هذا الكتاب انتشار شرب الخمر في المجتمعات النصرانيّة، والآثار السيئة لذلك، ونصوص الكتاب المقدس التي جعلوها حججاً لهم في تحليل ذلك. ثم بيّن تحريم الخمر في الإسلام؛ قليله فضلاً عن كثيره، والآثار الحسنة لذلك.
(٤) النص في حزقيال، الإصحاح ٤، العدد ١٢:
ترجمة الفانديك: (وتأكل كعكاً من الشعير على الخرء الذي يخرج من الإنسان تخبزه أمام عيونهم).
ترجمة الحياة: (وتأكله ككعك الشعير، بعد أن تخبزه على مشهد منهم فوق براز الإنسان).
ترجمة الكاثوليك، والترجمة اليسوعيّة: (وكل قرصاً من الشعير، واطبخه ببراز الإنسان أمام أعينهم).
الترجمة العربية المشتركة، وترجمة الأخبار السارّة: (وكل طعامك رغيفاً من الشعير مخبوزاً على نار من زبل الإنسان أمام عيونهم).
وقد نحا بعضُ من يستخدم هذه النّصوص للرد على النّصارى إلى أنّ المقصودَ خلطُ البراز البشري أو الحيواني مع كعك الشّعير وأكله. ولم يتبيّن لي ذلك باستعراض الترجمات، والظّاهر أنّ ذلك يكون مادةَ إشعال النّار لإنضاج الطّعام، كما هو واضح في الترجمة العربيّة المشتركة، وترجمة الأخبار السارّة.

<<  <   >  >>