للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يخطئ من البشر فإنّه يرقى لمرتبة الألوهية؟

قال شيخ الإسلام: «وإذا قالوا إنّه -أي عيسى - عليه السلام - لم يعمل خطيئة، فيحيى بن زكريا لم يعمل خطيئة، ومن عمل خطيئة وتاب منها فقد يصير بالتوبة أفضل مما كان قبل الخطيئة، وأفضل ممن لم يعمل تلك الخطيئة، والخليل وموسى أفضل من يحيى الذي يسمونه يوحنا المعمدان» (١).

حادي عشر: إذا كان هؤلاء يستدلون بالسّنّة فإنّ فيها أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء والمعراج رأى في السّماء الثانية ابنا الخالة؛ عيسى ويحيى ^، فسلّما عليه ورحّبا به وأقرّا بنبوته (٢).

ثاني عشر: يعترف عيسى - عليه السلام - في كتاب النّصارى المقدّس بأفضلية يحيى - عليه السلام - عليه، في نص مضطرب، هو قوله: (الحقَّ أقول لكم: لم يظهر في أولاد النساء أكبرُ من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغرَ في ملكوت السموات أكبرُ منه) (٣).

فكيف يكون الأصغرُ أكبرَ ممن هو أكبرُ منه؟!

الأمر الخامس: وأمّا الطّعن في السّنّة بمخالفتها الحقائق العلميّة والمدركات العقليّة المنطقيّة كما في حديث سجود الشمس تحت العرش عند غروبها، فبيانه يكون بالعودة إلى أصل الموضوع، وهو موقف المرء من نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

فأمّا المكذب بأصل النبوة فإنّه لا يُجدي معه النقاش في جزئيات ما جاءت به السنة النبويّة، ولكن يُناقش باحتواء سائر الأديان على أمور غيبيّة لا تُدرك بالعقل المجرد، وقد جاء في الكتاب المقدس عند النّصارى ما لا يحصى من النصوص الغيبيّة التي يوقنون بصحتها، وبأنها كتبت عن طريق أناس مصطفين مسوقين بروح القدس (٤).


(١) انظر: الجواب الصحيح، ابن تيميّة ٣/ ٣٥٠.
(٢) رواه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ح٣٢٠٧، ص٧٩٣ - ٧٩٤. ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السّماوات وفرض الصلوات، ح١٦٢، ١/ ٨٥ - ٨٧.
(٣) متّى ١١: ١١.
(٤) انظر: موقع "العالم غير المشاهد" حيث يتحدث عن عالم الغيب في الكتاب المقدس، أي حديث الكتاب المقدس عن الجنّة والنّار والملائكة والشّياطين والسحر والسحرة وعلامات قرب القيامة وغيرها من الغيبيات.
الموقع باللغة الإنجليزية، ورابطه: www.unseenworld.com

<<  <   >  >>