للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الْخُشُوع (١) والخضوع في قلبهِ وجسده ما أمكَنَهُ.

الثالثة: إذا بَلَغَ مكَّةَ اغْتَسَل بذي طَوى (٢) بفَتْح الطَّاءِ ويَجُوزُ ضمها وَكَسْرُها وهِيَ في أسْفلِ مَكَّةَ في صَوْب طَريق العُمْرَة المُعْتَادة ومسْجد عَائشَةَ رضي الله عنها فَيَغْتَسِلُ فيه بنية غُسْلِ دُخُولِ مكَّةَ هذا إنْ كان طريقه على ذي طوَى وإلاّ اغْتَسَلَ في غيرها وهذا الغسْل مُسْتَحَب لكِلِّ أحد حتَّى الحائض (٣) والنَّفساء والصَّبى وقد سبق بَيانُهُ في باب الإِحْرَامَ.

الرابعة: السنةُ أنْ يدخُلَ مكَّةَ من ثنِيّة كداء (٤) بفتحِ الكَاف والمدِّ وهي


(١) الخشوع: تسكين الجوارح. والخضوع: فراغ القلب من غير ما هو بصدده مع استحضار عظمة الله، وجلاله، وربوبيته، وغير ذلك مما يناسبه.
(٢) موضع معروف بمحلة جرول بمكة المكرمة به الآن مستشفى الولادة وأمامه بئر تسمى بذي طوى، لكونها مطوية بالحجارة لم يكن ثمة غيرها فنسب المكان إليها، وجرول اسم رجل سمي المكان باسمه والله أعلم.
(٣) أي والحلال لأنه - صلى الله عليه وسلم - اغتسل لدخوله عام الفتح وهو حلال.
(٤) هي طريق "الحَجُون" بفتح الحاء وضم الجيم، كانت ثنية كداء الحجون صعبة المرتقى كما في كتاب (مفيد الأنام) ناقلاً عن الفتح للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمهم الله فسهّلها معاوية ثم عبد الملك ثم المهدي على ما ذكره الأزرقي، ثم سُهل في عصرنا هذا منها سنة إحدى عشرة وثمانمائة موضع ثم سُهلَت كلها في زمن سلطان مصر الملك المؤيد في حدود العشرين وثمانمائة، وكل عقبة وطريق عال يسمى "ثنية". اهـ.
قلت: سُهلَتْ في زمن الشريف الحسين بن علي رحمه الله تعالى في حدود الثلاثين وثلثمائة وألف ثم سُهّلت في زمن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود رحمهم الله تعالى ثم سهلت تسهيلاً كاملاً بعده. اهـ
أقول: أي في زمن أبنائه الميامين سعود وفيصل وخالد وفهد بارك الله في هذه الأسرة جميعهم، وأيدهم بنصره ووفقهم لما يحبه ويرضاه آمين.
قال في الحاشية: وحكمة الدخول منها -أي من ثنية كداء الحجون- الإشعار بقصده =

<<  <   >  >>