للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن طَوَافِ الإِفَاضَةِ إنْ كانَ دَخَل وقْتُهُ (١) كما قُلْنَا في المعتمرِ.

الفصل الثاني

في كيفية الطواف

فَإذَا دَخَلَ الْمسجِد (٢) فَلْيقْصد الْحَجَرَ الأَسْوَدَ وَهُوَ في الرُّكْنِ الَّذِي يَلِي بابَ الْبَيْتِ مِنْ جَانبِ المَشْرِق وَيُسَمَّى الرُّكْنَ الأَسْودَ وَيقالُ لهُ وللرُّكْنِ الْيَمَاني: الرُّكنَانِ اليَمَانيَّان وارتفَاعُ الحَجَرِ الأَسْوَدِ مِنَ الأَرْضِ ثَلاَثةُ أفْرُعٍ إلا سَبع أصَابعَ وَيُسْتحبُّ أنْ يَسْتَقْبِلَ الحجَرَ الأَسْود بوَجْهِهِ وَيَدْنُو منهُ بشرْط أنْ لاَ يُؤذِيَ أحَداً بالمُزاحَمَةِ (٣) فَيَسْتَلمه (٤) ثُمَّ يقبله منْ غَيْر صَوْتٍ يَظْهَرُ في القُبْلَةِ ويَسجُد عَلَيه


(١) يدخل وقت طواف الإِفاضة بعد نصف ليلة النَّحْر. وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى. والحنابلة كالشافعية وعند الإِمامين مالك وأبي حنيفة بعد طلوع الفجر.
(٢) الدعاء عند قرب الكعبة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله: اللهم إني عبدك والبلد بلدك والحرم حرمك والبيت بيتك، أسالك في مقامي هذا أن تتقبل توبتي وتتجاوز عن خطيئتي وتضع عني وزري فإنك أرحم الراحمين.
(٣) لما رواه الشافعي وأحمد وغيرهما رحمهم الله تعالى عن عبد الرحمن بن الحارث قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر رضي الله عنه: (يا أبا حفص إنك رجل قوي فلا تزاحم على الركن، فإنك تؤذي الضعيف ولكن إذا وجدت خلوة فاستلمه وإلا فكبر وامض). وأَما فِعْلُ ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان لا يدع الركن الأسود واليماني في كل طواف طافه بهما حتى يستلمهما، ولقد زاحم على الركن مرة في شدة الزحامِ حتى رعف فما تركه حتى استلمه فهو مذهبه، ولا يتابع عليه لا سيما وقد خالفه النص وخالفه أيضاً والده رضي الله عنه وخالفه كثير من الصحب الكرام رضوان الله عليهم، ولعله لم يبلغه النص المتقدم والله أعلم.
(٤) أي يمسحه بيمينه فإنْ عجز فبيساره، وليحذر المحرم من تقبيل الحجر الأسود وهو مطيب، ويقوم مقام الحجر الأسود في كل ما ثبت له محله إذا نزع منه والعياذ بالله وإن جعل في ركن آخر من البيت فيما يظهر من كلامهم لا تنتقل الأحكام إليه كما في الحاشية.

<<  <   >  >>