وهنا هذا الدكتور أليكسيس كاريل ينحي باللائمة على الذين يظنون أن الاقتصاد هو كل شئ في الحياة، وأن الرخاء والطمأنينة يمكن أن يحصل عليهما المجتمع والفرد بطريق الخطط الاقتصادية وتنمية الموارد والثروات، يقول: "من حسن الحظ أن حادثاً لم يخطر على بال المهندسين والاقتصاديين والسياسيين قد حدث؛ ذلك أن صرح المالية الأمريكية قد انهار فجأة، وفي بادئ الأمر لم يصدق الجمهور وقوع الكارثة فعلاً ولكن أصغى إلى شروح الاقتصاديين في استسلام مؤملاً في عودة الرخاء إلا أن الرخاء لم يعد، ولهذا بدا أكثر رؤساء القطيع ذكاء يرتابون ويتساءلون هل أسباب الأزمة الاقتصادية مالية فقط؟
ألا يجب أن نتهم أيضاً فساد وغباء الساسة ورجال المال وجهل وأوهام الاقتصاديين؟! ألم تهبط الحياة العصرية بمستوى ذكاء الشعب كله وأخلاقه؟!
لماذا يجب أن ندفع ملايين الملايين من الدولارات كل عام لنطارد المجرمين؟!
لماذا يستمر رجال العصابات في مهاجمة المصارف بنجاح وقتل رجال البوليس واختطاف الناس وارتهانهم أو قتل الأطفال بالرغم من المبالغ الضخمة التي تنفق في مقاومتهم؟!
لماذا يوجد مثل هذا العدد الكبير من المجانين وضعاف العقول بين القوم المتحضرين؟!