مجتمع أعرض من ذكر الله وتكالب علىلمادة، إنه الشقاء الذي لا يخفف حدته ترف مادي ولا نعيم دنيوي، ولا تستطيع قشور الحضارة والرقي الصناعي أن تستره، لأنه أعمق من أن ينال وأدق من أن يستأصل.
وغاية ما يستطيع عقلاء الغرب إدراكه وتنبيه أقوامهم له هو انهيار صرح حضارتهم وطغيان المادة على الروح لديهم، ثم يقفون عند ذلك، أو يصفون العلاج الذي لا يزيد عن مسكنات ضعيفة التأثير، هي غاية ما يمكن للعقل البشري المحدود أن يقدمه إذا انقطع عن الله ولم يرتض الاستضاءة بنوره.
ولو كتب للذين يطلقون بين الحين والحين صرخات الويل والثبور على الحضارة الغربية أن يدركوا سنة الله في خلقه وأن يضعوا أيديهم على مكمن الداء لتغيرت الصورة بكاملها، ولكن أنى لهم التناوش من مكان بعيد!!
٢ - في الشرق الشيوعي:
كل ما يردده المستغيثون في الغرب ويستفظعونه من المظالم، فإن المجتمعات الواقعة داخل الستار الحديدي تعج به بل بأضعافه، ففي هذه المجتمعات يتناسب الشقاء والتعاسة مع التطرف المغالي في محادة الله، والحرب الصريحة على الإيمان وعلى كل ما كرم الله به الإنسان من خلق وسلوك.
إن الحط من كرامة الإنسان والنزول به ليس إلى مرتبة الحيوان بل إلى منزلة المادة الصماء، هو جزء من جوهر النظام الجاهلي الشيوعي، وهدف مقصود من أهداف برامجه ومخططاته، وما كان لها وهي على ما هي عليه من الكفر والعتو إلا أن تكون كذلك.