للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك الشأن فيما يتعلق بالبحوث والدراسات الاجتماعية، فهناك عشرات من المدارس الكبيرة ينضوي تحتها ما لا يحصى من الاتجاهات الأقل شأناً، ومن أشهرها: المدرسة الاجتماعية المتطرفة دور كايم، والمدرسة النفسية جبرائيل تارد، والمدرسة العضوية سبنسر، والمدرسة الآلية باركلي، سيمون، والمدرسة الحيوانية الداروينيون، والمدرسة الفوضوية باكونين ... وكل مدرسة تلعن أختها (١).

أما الاضطراب حول الذات الإلهية فأوسع من أن يحصر، فإضافة إلى الذين ينكرون وجود الله -تبارك وتعالى- نجد من يقترح أن يكون الأثير العام هو الإله الذي يمكن أن يوفق بين العلم وبين عقائد رجال الدين، (٢) ومن يرى أن الله تعالى هو المركز الذي تنبع منه العوالم كما تنبع الصواريخ من باقة عظيمة مع مراعاة أن هذا المركز ليس شيئاً، بل هو انبثاق مستمر أو نبع متواصل، (٣) كما بعثت الفلسفات الصوفية القديمة، لا سيما وحدة الوجود، وسئل بعضهم، فزعم أن الإنسان هو الإله على الحقيقة! (٤) بينما اكتفى آخرون بترديد لفظ الطبيعة وغلا فريق منهم في الشك حتى زعم أن الكون كله وهم لا حقيقة له، ولا وجود لشيء خارج الذهن، وليس هناك حقيقة موضوعية على الإطلاق، (٥) ووصل الجنون ببعضهم إلى حد أن ادعى أنه هو الله -تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، (٦) أما الحيارى التائهون فجموع لا تحصى.


(١) انظر على سبيل المثال: علم الاجتماع ومدارسه د. مصطفى الخشاب.
(٢) هو آرنست هيكل. العلم والدين. وليم جيمس: (٨٩).
(٣) برجسون. سلسلة ترث الإنسانية: (٢/ ٤٤٨).
(٤) منهم نيتشه ثم جوليان هكسلي.
(٥) من هؤلاء جيمس جينز: انظر الله يتجلى في عصر العلم: الفصل الأول.
(٦) منهم نجنسكي. انظر اللامنتمي: كولن ولسن: (٤٩).

<<  <   >  >>