للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان من نتيجة النفور الشديد من الدين أن أقحم بعض المنتسبين إلى العلم أنفسهم فيما لا يقع في دائرة عملهم، وأخذهم شعور من الغرور الكاذب جعلهم يجزمون بأمور لا يملكون عليها أي برهان، ويتوقعون للعلم البشري أن يحيط بعالمي الغيب والشهادة.

يقول رسل: "القول بأن الإنسان حصيلة أسباب غير مقصودة أو أن أصله ونشأته وآماله ومخاوفه وميوله ومعتقداته هي حاصل التركيبات الذرية العرضية، وأن لا النار ولا البطولة ولا حدة التفكير والشعور تستطيع أن تحفظ حياة الإنسان بعد القبر، وأن كل جهد الإنسان على مر العصور وكل العبادة وكل الإلهام وكل العبقرية والإنسانية مصيرها إلى الزوال عند نهاية النظام الكوني وحطامه، كل هذه الأشياء وإن كانت نوعاً ما عرضة للنقاش فيها، فإنها أكيدة بشكل، حتى أن ما من أية فلسفة ترفضها يمكن أن تعيش" (١).

ويقول هكسلي: "إني لا أفهم إذا صح وجود حياة أخرى تحياها النفوس، كيف لا نستطيع أن نجد سبيلاً إلى استكشاف هذه الحياة الأخرى، فلا شيء مما يتصل بالإنسان يمكن أن يتوارى عمداً عن الإنسان" (٢).

ويقول هيكل: "لو أعطيت وقتاً ومواد كيماوية لصنعت إنساناً" (٣).

وهناك كثير من أمثال هذا الغرور الأحمق الذي ولده الشعور بأن


(١) ليس بالعلم وحده: (١٣٣ - ١٣٤).
(٢) عن الطاقة الروحية: برجنسون: (٢٢).
(٣) عن العلم يدعو للإيمان: (١٥٠).

<<  <   >  >>