لا يكون الداعية ناجحًا في دعوته إلا إذا التزم الأناة في جميع أموره وتصرفاته، ومما يوضح ذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، واتصافه بالأناة والتثبُّتِ، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:
المثال الأول: مع أسامة بن زيد رضي الله عنه: عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: «بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة، قال: فصبَّحنا القوم فهزمناهم، قال: ولحقتُ أنا ورجل من الأنصار رجلًا منهم، قال: فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، قال: فكف عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: فقال لي: " يا أسامة، أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ " قال: قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوذًا، قال: فقال: "أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ "،