للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خويلد في تجارةٍ لها إلى الشام مع غلامها ميسرة، فربحت تجارة خديجة رضي الله عنها، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، فرجع فأخبر سيدته بما رأى، فرغبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها، لِمَا رجَتْ في ذلك من الخير الذي جمعه الله لها، وفوق ما يخطر بِبَالِ بشر، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله من العمر خمس وعشرون سنة، وكان عمرُ خديجة أربعون سنة (١).

[حماية الله تعالى له صلى الله عليه وسلم من دنس الجاهلية]

وقد حماه الله تعالى من صغره من دنس الجاهلية، ومن كلِّ عيب، فلم يُعظِّم لهم صنمًا في عمره قط، ولم يحضر مشهدا ًمن مشاهد كفرهم، وكانوا يطلبونه بذلك فيمتنع، ويعصمه الله من ذلك، وما شرب خمرًا قط، وما عمل فاحشة قط، وكان يعلم بأنهم على باطل، ولم يشرك بالله قطٌّ، ولم يحضر مجلس لهوٍ (٢) ولم


(١) قاله ابن القيم في زاد المعاد، ١/ ١٠٥، وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٣/ ٤٦٦: ((وكان عمرها آنذاك خمساً وثلاثين وقيل: خمساً وعشرين)).
(٢) الفصول في سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لابن كثير، ص٩١ - ٩٥، والبداية والنهاية، ٣/ ٤٠٦ - ٤٥١، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي، ١/ ٢٤.

<<  <   >  >>