وقد كان هناك خلاف مستحكم بين الأوس والخزرج، وكانت بينهما حروب في الجاهلية، وآخرها يوم بُعاثٍ ولا يزال في النفوس شيء منها (١).
[أمثلة تطبيقية لحكمة النبي صلى الله عليه وسلم في الإصلاح وجمع شمل المسلمين]
لقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بحل هذه المشكلات كلها، بحكمته العظيمة، وحسن سياسته، وكان حله وإصلاحه لهذه الأوضاع، وجمعه لشمل المسلمين كالآتي:
١ - بناء المسجد والاجتماع فيه أول عمل وحَّد بين القلوب: كان أول عمل قام به صلى الله عليه وسلم في الإصلاح والتأسيس بناء المسجد النبوي، واشترك المسلمون جميعًا في البناء، وعلى رأسهم إمامهم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان أول عمل تعاوني عام، وَحَّد بين القلوب، وأظهر الهدف العام للعمل، وقد كان
(١) انظر: البداية والنهاية ٣/ ٢١٤، وسيرة ابن هشام ٢/ ١١٤، وزاد المعاد ٣/ ٦٢، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر ٢/ ١٥٩، والرحيق المختوم ص١٧١، وهذا الحبيب يا محب ص١٧٤، وفقه السيرة لمحمد الغزالي ص١٨٨، والبخاري مع الفتح، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد ١/ ٥٢٤ (رقم ٤٢٨)، ومسلم، كتاب المساجد، باب بناء مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ١/ ٣٧٣، ٣٧٤ (رقم ٥٢٤).