فقلت: أنا بذاك، فقال:"أنت بذاك؟ " فقلت: نعم ها أنذا فامضِ فيَّ حكمك فإني صابر له. قال:"أعتق رقبة" قال: فضربت صفحة رقبتي بيدي وقلت: لا والذي بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها. قال:"فصم شهرين" قال: قلت: يا رسول الله وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام، قال:"فتصدق" قال فقلت: والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشًا ما لنا عشاء. قال:"اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له فليدفعها إليك، فأطعم عنك منها وسقًا ثم استعن بسائره عليك وعلى عيالك" قال فرجعت إلى قومي فقلت: وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ووجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السعة والبركة وقد أمر لي بصدقتكم فادفعوها لي، قال: فدفعوها لي» (١).
(١) أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وانظر: صحيح الترمذي ١/ ٣٥٢، وإرواء الغليل ٧/ ١٧٩.