كتاب رحمة للعالمين

المبحث الثاني والعشرون وداعه لأمته ووصاياه صلى الله عليه وسلم - وصيته ووداعه لأمته يوم النحر - ص: 344

وليستشعروا عظمة ما يخبرهم عنه (١).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «وقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر بين الجمرات. . . وقال: "هذا يوم الحج الأكبر" وطَفِق (٢) النبي يقول: "اللهم اشهد" وودع الناس فقالوا: هذه حجة الوداع» (٣).

وقد فتح الله أسماع جميع الحجاج بمنى حتى سمعوا خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر، وهذا من معجزاته أن بارك في أسماعهم وقوَّاها حتى سمعها القاصي والداني حتى كانوا يسمعون وهم في منازلهم (٤). فعن عبد الرحمن بن معاذ التيمي رضي الله عنه قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى فَفُتِحت أسماعُنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا.» (٥).

---

(١) انظر: فتح الباري ١/ ١٥٩.
(٢) طفق: جعل وشرع يقول.
(٣) البخاري برقم ١٧٤٢.
(٤) انظر: عون المعبود ٥/ ٤٣٦, وفتح الملك المعبود ٢/ ١٠٦.
(٥) أبو داود برقم ١٩٥٧ وفي آخره قصة تدل على أنه يوم النحر, والحديث صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم ١٧٢٤, ١/ ٣٦٩.